الأخبار

سماء الأردن تترقّب زخات شهب الأسديات الليلة

تشهد سماء الأردن ليلة الاثنين/الثلاثاء مرور زخات من شهب الأسديات، لكنها ستكون هذا العام أقل نشاطًا نسبيًا، إذ يتزامن توقيت ذروة هذه الزخات مع وجود مركز إشعاعها الشهابي تحت الأفق بالنسبة لموقع الأردن الجغرافي، وفق ما أوضحه رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، عمار السكجي.

وأوضح السكجي أن نشاط هذه الزخات يمتد من 6 ولغاية 30 تشرين الثاني من هذا العام، على أن يكون أفضل وقت لمشاهدتها قبيل فجر الثلاثاء، حيث يمكن رصدها من معظم مناطق المملكة والمنطقة العربية، خاصة في المواقع البعيدة عن التلوث الضوئي مثل الصحارى والأرياف. وتزداد فرص الرصد مع صفاء الأجواء وقلّة الغبار والضباب والغيوم، مشيرًا إلى أن القمر سيكون في طور هلال آخر الشهر، وبالتالي لن يشكل إزعاجًا يُذكر، وإن كانت بعض الغيوم قد تؤثر نسبيًا على المشاهدة هذه الليلة.

وبناءً على دراسات منظمة الشهب العالمية، يمكن في لحظات الذروة – وفي أفضل الظروف الفلكية – مشاهدة ما بين 10 و15 شهابًا أو كرة نارية في الساعة، باعتبارها زخة شهابية عادية لا عاصفة شهابية. وتنطلق الشهب ظاهريًا من جهة كوكبة الأسد، مع الإشارة إلى أن الشهب يمكن رؤيتها في مختلف اتجاهات السماء، ولا تقتصر على جهة واحدة.

ويُتوقّع أن يشرق مركز الإشعاع لزخة الأسديات عند الساعة 11:55 ليل الاثنين بتوقيت الأردن، على ارتفاع يقارب 63 درجة باتجاه الشمال الشرقي، بينما يعدّ الوقت الأنسب للرصد ما بين الرابعة والخامسة فجرًا من جهة الشرق، قبل أن تبدأ إضاءة الفجر بإضعاف القدرة على رؤية الأجسام الخافتة.

وتبدأ أولى مراحل الفجر في مدينة عمّان وضواحيها بظهور الشفق الفلكي عند الساعة 5:42 فجر الثلاثاء، يتبعه الشفق البحري عند 6:11، ثم الشفق المدني عند 6:41، وصولًا إلى شروق الشمس في تمام الساعة 7:07 صباحًا، مع اختلاف طفيف في هذه الأوقات بين منطقة وأخرى داخل المملكة، ما يجعل رصد الشهب أكثر صعوبة كلما اقتربت السماء من الإنارة الطبيعية.

وتملك الجمعية الفلكية الأردنية تاريخًا طويلًا في متابعة الزخات والعواصف الشهابية منذ عقود، حيث توثّق هذه الظواهر من خلال مخيمها الدائم في الأزرق، الذي يعد من أقدم المخيمات الفلكية في الوطن العربي. وفي تشرين الثاني 1999 اختارت منظمة الشهب العالمية الأردن كأحد أفضل المواقع في العالم لرصد عاصفة شهب الأسديات، ونظمت الجمعية حينها مخيمًا ومؤتمرًا عالميًا حضره خبراء وفلكيون من دول عديدة، نُشرت على أثره دراسات علمية وثّقت تلك الظاهرة التاريخية.

وتُعدّ زخة شهب الأسديات من الظواهر الفلكية اللافتة، إذ تنشأ عندما تدخل بقايا دقيقة من المذنبات والنيازك إلى الغلاف الجوي للأرض على ارتفاع يتراوح بين 70 و100 كيلومتر، لتحترق بفعل الاحتكاك وتؤدي إلى تأيين الهواء، فتظهر لنا في شكل خطوط ضوئية سريعة لا تشكل أي خطورة على سطح الأرض. وتزداد كثافة الشهب عندما ترتبط الزخة بمذنب معروف يتكرر مروره بدورة زمنية محددة، ما يمنحها مركز إشعاع ثابتًا في السماء يمكن التنبؤ بموقعه.

وبحسب السكجي، فإن معظم الشهب تنتج عن جسيمات صغيرة لا يتجاوز حجمها حجم حبة العدس، تتحرك في المسار نفسه الذي يسلكه المذنب بسرعات عالية. أما الجسيمات الأكبر قليلاً، التي تقترب في حجمها من حبة الفاصولياء، فتظهر في صورة كرات نارية لامعة ذات ألوان مختلفة، لكنها أيضًا لا تمثل خطرًا حقيقيًا، لأنها تحترق بالكامل في طبقات الجو العليا.

والمذنب المسؤول عن زخة شهب الأسديات هو تمبل–تاتل (Tempel–Tuttle)، الذي يكمل دورة واحدة حول الشمس كل 33 عامًا. وقد اكتُشف هذا المذنب بشكل مستقل من قبل الفلكي فيللم تمبل في 19 كانون الأول 1865، ثم من قبل هوراس بارنيل تاتل في 6 كانون الثاني 1866. ويتوقع أن يمر بالقرب من الحضيض مجددًا في عام 2031، لكن المعطيات الحالية تشير إلى أنه لن يسبب عاصفة شهابية كتلك التي وثّقت سابقًا، وإن كانت التوقعات تشير إلى إمكانية مشاهدة معدلات قد تصل إلى نحو 100 شهاب في الساعة في بعض السنوات القريبة من هذا الموعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى