قمم تاريخية جديدة: الذهب والفضة يواصلان تحطيم الأرقام القياسية

أفادت وكالة “رويترز” بأن أسواق المعادن النفيسة شهدت يوم الجمعة موجة صعود قوية، دفعت بأسعار الذهب والفضة لتسجيل مستويات قياسية غير مسبوقة. ويأتي هذا الزخم الشرائي مدعوماً بتوجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، بالتزامن مع تنامي التوقعات باستمرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، وهو ما انعكس إيجاباً أيضاً على أسعار البلاتين والبلاديوم.
أداء الذهب في المعاملات الفورية والآجلة
واصل المعدن الأصفر مساره الصعودي محققاً مكاسب لافتة في ختام التعاملات، حيث أظهرت بيانات السوق الأرقام التالية:
- المعاملات الفورية: ارتفع الذهب بنسبة 0.5% ليصل إلى 4502.75 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن لامس خلال الجلسة ذروة تاريخية عند 4530.60 دولار.
- العقود الآجلة: صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب (تسليم شهر شباط) بنسبة 0.7%، لتستقر عند مستوى قياسي جديد بلغ 4533.60 دولار للأوقية.
الفضة تتفوق وتخترق حواجز جديدة
لم يكن الذهب وحيداً في هذا الصعود، فقد خطفت الفضة الأضواء بأداء استثنائي، حيث قفزت في المعاملات الفورية بنسبة 3.4% لتصل إلى 74.35 دولار للأوقية. وكان المعدن الأبيض قد سجل خلال التداولات أعلى مستوى له على الإطلاق عند 75.14 دولار. وفي سياق متصل، شهد الدولار الأمريكي تراجعاً ليحوم قرب أدنى مستوياته في شهرين، والتي كان قد سجلها يوم الأربعاء، مما قدم دعماً إضافياً للمعادن المقومة بالعملة الأمريكية.
عام 2025.. عام المكاسب الاستثنائية
سجل عام 2025 أداءً مبهراً للمعدن النفيس، حيث ارتفع الذهب بنسبة مذهلة بلغت 72% منذ بداية العام، محطماً الحواجز السعرية واحداً تلو الآخر. وتعود هذه الطفرة السعرية إلى جملة من المحفزات الاقتصادية والسياسية، أبرزها:
- السياسة النقدية: خفض أسعار الفائدة الأمريكية وتوقعات الأسواق بمزيد من التيسير النقدي (حيث تشير أداة “فيد ووتش” إلى توقع خفضين للفائدة العام المقبل). ومن المعروف أن الأصول التي لا تدر عوائد كالذهب تزدهر في بيئة الفائدة المنخفضة.
- الطلب السيادي: زيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب في إطار سعي الدول لتقليل انكشافها على الدولار والأوراق المالية الأمريكية.
- التوترات الجيوسياسية: حالة الغموض العالمي التي تعزز الطلب على الملاذات الآمنة.
- الاستثمار: ارتفاع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.
أما الفضة، فقد تفوقت في أدائها النسبي على الذهب، محققة قفزة هائلة بنسبة 158% منذ مطلع العام، مخترقة حاجز الـ 75 دولاراً. ويعزى هذا الصعود الصاروخي إلى نقص المخزونات العالمية، وإدراج الفضة ضمن القائمة الأمريكية للمعادن الحرجة، فضلاً عن الطلب الصناعي المتزايد.
قفزات نوعية للبلاتين والبلاديوم
امتدت موجة الارتفاع لتشمل باقي المعادن الثمينة، حيث سجلت النتائج التالية:
- البلاتين: حقق قفزة قوية بنسبة 8% ليصل إلى مستوى تاريخي عند 2413.62 دولار للأوقية.
- البلاديوم: ارتفع بنسبة 4.4% ليبلغ سعره 1757.25 دولار للأوقية.



