رياضية

المغرب يقتنص لقب كأس العرب 2025 في ليلة درامية أمام الأردن

في أمسية كروية للتاريخ، وبعد يوم ماطر شهدته العاصمة القطرية الدوحة، توّج المنتخب المغربي بطلاً لكأس العرب 2025 عقب تغلبه على نظيره الأردني بنتيجة 3-2 في نهائي “ماراثوني” حبس الأنفاس حتى صافرة النهاية، وشهد تقلبات مثيرة في النتيجة والأداء على أرضية ميدان “لوسيل”.

بداية نارية وحضور جماهيري قياسي

شهد اللقاء حضوراً جماهيرياً غفيراً بلغ 84,517 مشجعاً، وهو رقم قياسي جديد في تاريخ البطولة. لم تترك المباراة مجالاً لجس النبض، إذ باغت “أسود الأطلس” الجميع بهدف مبكر في غضون الدقائق الخمس الأولى.

استغل اللاعب عثمان تاناني تقدم الحارس الأردني، ليطلق قذيفة بعيدة المدى من خلف خط المنتصف، سكنت الشباك وسط ذهول الجميع وفرحة عارمة في المدرجات المغربية. تضاعفت صدمة الهدف الأول بإصابة الحارس يزيد أبو ليلى بعد ارتطامه بالقائم في محاولة يائسة لإنقاذ المرمى. ورغم التأخر، أظهر الدفاع الأردني استماتة كبيرة، حيث أنقذ عصام سميري فريقه من هدف محقق كاد يضاعف النتيجة للمغرب.

انتفاضة “النشامى” والعودة من بعيد

مع انطلاق الشوط الثاني، انقلبت موازين القوى بشكل جذري. لم يحتج المنتخب الأردني سوى لثلاث دقائق ليعيد المباراة إلى نقطة البداية، حينما ارتقى هداف البطولة علي علوان لعرضية متقنة من زميله مهند أبو طه، مودعاً الكرة برأسية هادئة في شباك الحارس المهدي بنعابد عند الدقيقة 48.

واصل الأردنيون ضغطهم الهجومي، مما أجبر الحكم على العودة لتقنية الفيديو (VAR) في الدقيقة 65، ليحتسب ركلة جزاء بعد لمسة يد على اللاعب أشرف مهديوي. انبرى لها النجم علي علوان بنجاح، مسجلاً هدفه الشخصي الثاني في اللقاء والسادس له في البطولة، ليمنح الأردن التقدم ويشعل حماس جماهيره التي استشعرت قرب التتويج التاريخي.

سيناريو الدقائق الأخيرة القاتل

لم يستسلم المنتخب المغربي، وشن هجمات متوالية لكسر التكتل الدفاعي الأردني. أثمر هذا الضغط عن هدف التعادل القاتل في الدقيقة 87 بتوقيع المهاجم عبد الرزاق حمد الله، الذي تابع كرة تائهة داخل منطقة الجزاء. توقفت الاحتفالات مؤقتاً بسبب راية التسلل، لكن بعد مراجعة دقيقة ومثيرة للأعصاب عبر تقنية الفيديو، تم احتساب الهدف، لتعود المباراة لنقطة التعادل.

أبرز أحداث الوقت الأصلي:

  • هدف مغربي مبكر وتاريخي من منتصف الملعب.
  • عودة أردنية قوية وتسجيل هدفين عبر علي علوان.
  • تدخل الـ VAR مرتين (احتساب ركلة جزاء للأردن، وتأكيد هدف التعادل للمغرب).
  • إهدار علي علوان لفرصتين سانحتين لتسجيل “هاتريك” قبل نهاية الوقت الأصلي.

الحسم في الأشواط الإضافية

دخل المنتخبان الوقت الإضافي بشعار “أكون أو لا أكون”. وكاد الأردن أن يتقدم مجدداً بعد 15 ثانية فقط، عندما سجل مهند أبو طه هدفاً رائعاً، إلا أن الحكم ألغاه فوراً لوجود لمسة يد واضحة.

استغل المنتخب المغربي هذه اللحظة واستعاد زمام المبادرة، ليتمكن عبد الرزاق حمد الله من تسجيل هدف الفوز الثمين في الدقيقة 100، مستفيداً من تسديدة مروان سعدان القوية التي مهدت له الطريق لهز الشباك.

حاول الأردن الرد سريعاً، وكانت أخطر الفرص تسديدة حسام أبو ذهب التي جاورت القائم بقليل. ومع مرور الدقائق، نال التعب من اللاعبين، ونجح المغرب في تسيير ما تبقى من الوقت ليعلن نفسه بطلاً لكأس العرب للمرة الأولى منذ عام 2012، تاركاً لاعبي الأردن يسقطون على العشب حسرةً على ضياع حلم اللقب الأول.

إلغاء مباراة المركز الثالث

على صعيد متصل، ألغيت مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين السعودية والإمارات التي كانت مقررة في وقت سابق من نفس اليوم، وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار الغزيرة، بانتظار قرار الفيفا لتحديد النتيجة لاحقاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى